ترامب يفتح سباق الدرونز: واشنطن تكسر قيود المعاهدة القديمة وتستعد لمواجهة الصين وروسيا
ترامب يفتح سباق الدرونز: واشنطن تكسر قيود المعاهدة القديمة وتستعد لمواجهة الصين وروسيا
خاص – ليبانغيت
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لإعادة تفسير معاهدة دولية مضى عليها 38 عامًا تفتح الباب أمام تحولات جديدة في سوق السلاح العالمي، ولا سيما في مجال الطائرات المسيّرة. هذه المعاهدة هي نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ (MTCR) الموقع عام 1987، والهادف إلى الحد من انتشار الصواريخ والتقنيات القادرة على حمل أسلحة دمار شامل. وقد قيدت الولايات المتحدة نفسها بموجبه في تصدير الطائرات المسيّرة الثقيلة مثل MQ-9 Reaper.
اليوم، يذهب ترامب إلى إعادة تفسير نصوص المعاهدة بحيث تُعامل هذه الطائرات كأنها “مقاتلات عادية” مثل F-16، لا كأنظمة صاروخية. وبهذا التعديل التنفيذي، وليس عبر تغيير تشريع داخلي، يفتح الطريق أمام الشركات الأميركية الكبرى مثل General Atomics وKratos وAnduril لإبرام صفقات مع دول كانت محظورة عليها سابقًا.
على المستوى الدولي، يعكس القرار سباقًا متصاعدًا للهيمنة على تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، بعدما أثبتت فعاليتها الحاسمة في النزاعات من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط. وبينما استفادت الصين وتركيا وإسرائيل من القيود الأميركية السابقة لتوسيع حضورها في السوق، تسعى واشنطن الآن لاستعادة زمام المبادرة وإعادة فرض موقعها كمورد رئيسي للحلفاء.
لكن البعد الأعمق يبقى استراتيجيًا: فالتحرر من قيود المعاهدة يمنح الولايات المتحدة ورقة ضغط إضافية في موازين القوى، ليس فقط عبر التفوق العسكري، بل أيضًا من خلال السيطرة على أسواق السلاح العالمية. ومن المتوقع أن تثير هذه الخطوة قلق الصين وروسيا، اللتين ستعتبرانها تصعيدًا مباشرًا يسرّع سباق التسلح ويدفعهما إلى تطوير تقنيات مضادة للحفاظ على مكانتهما في ساحة النفوذ الدولي.
من المرجح أن تثير هذه الخطوة الأميركية ردود فعل غاضبة من الصين وروسيا، اللتين تعتبران سباق الطائرات المسيّرة جزءًا من معركة أوسع لإعادة تشكيل النظام الدولي. فالصين، التي استثمرت بكثافة في تطوير درونز منخفضة الكلفة وطرحتها في أسواق آسيا وأفريقيا، قد ترى في التحرك الأميركي محاولة مباشرة لعرقلة تمددها الاقتصادي والعسكري. أما روسيا، التي تستخدم المسيّرات بكثافة في حرب أوكرانيا وتعتمد على شراكات مع إيران لتأمين حاجتها، فستتعامل مع القرار كتصعيد جديد في سياق الصراع الاستراتيجي مع واشنطن. وفي الحالتين، يمكن أن يتحول تحرير صادرات الدرونز الأميركية إلى شرارة تسرّع سباق التسلح العالمي وتدفع الخصوم إلى تطوير تقنيات أكثر تطورًا للرد على الهيمنة الأميركية المرتقبة في هذا المجال.