زكريا الزبيدي… من معتقل في “جلبوع” إلى عنوان في نيويورك تايمز
خاص -ليبانغيت
في مقابلة خاصة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، اليوم ، خرج المناضل الفلسطيني زكريا الزبيدي من إطار الصورة النمطية التي روّجتها إسرائيل لسنوات، كأحد أبرز المطلوبين خلال الانتفاضة الثانية، إلى صورة إنسانية تكشف عن مسار حياة معقدة ومليئة بالتناقضات.
الزبيدي، المولود في مخيم جنين عام 1976، فقد والدته برصاص الاحتلال عام 2002، وأصيب هو نفسه مرات عدة، وقاد كتائب شهداء الأقصى في جنين، قبل أن ينخرط لاحقًا في مشروع ثقافي هو “مسرح الحرية” لنقل المقاومة إلى خشبة المسرح. اعتُقل مرات عديدة، وكان أحد أبطال عملية الهروب من سجن جلبوع عام 2021، ليصبح اسمه حاضرًا في وجدان الفلسطينيين كرمز للتحدي والمواجهة.
المقابلة التي كشفت حزنه العميق ومرارة الواقع الفلسطيني الحالي، أثارت في الداخل الأميركي موجة تعاطف مع شخص لطالما وُصف في الإعلام الغربي الرسمي بأنه “إرهابي”. أن تُمنح هذه المساحة لشخصية مثل الزبيدي في صحيفة أميركية كبرى، هو بحد ذاته كسر لسردية إسرائيلية طالما احتكرت تعريف “المجرم” و”المقاتل” في الوعي الغربي.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل تخشى إسرائيل الإعلام؟
التجربة تقول نعم. فمنعها المتكرر لوفود إنسانية ومنظمات إعلامية من دخول غزة، وصولًا إلى اغتيال طاقم الجزيرة الإعلامي في القطاع، يكشف إدراكها لخطورة الصورة والكلمة في كشف جرائمها وتغيير الرأي العام العالمي.
فإسرائيل التي تخشى عدسة الكاميرا أكثر من فوهة البندقية، تعرف أن الكلمة حين تخرج من أفواه أصحابها تتحول إلى رصاصة لا تُكسر. وكل محاولة لخنق الحقيقة، من تدمير غزة وتجويع أهلها وتهجيرهم إلى اغتيال الصحفيين، ليست إلا دليلاً على أن الرواية الفلسطينية أقوى من رصاصهم، وأبقى من جدران سجونهم.