اجتماع كوانتيكو العسكري : محاضرة في اللياقة والحلاقة!

 اجتماع كوانتيكو العسكري : محاضرة في اللياقة والحلاقة!

اجتماع كوانتيكو العسكري : محاضرة في اللياقة والحلاقة!

ليبانغيت

استُدعي مئات الجنرالات والأدميرالات من مختلف أنحاء العالم إلى قاعدة كوانتيكو في مشهد نادر لم تشهده المؤسسة العسكرية الأميركية منذ عقود. توقّع الكثيرون أن يُعلَن عن خطة عسكرية كبرى، أو مواجهة مع الصين، أو حتى ضربات على إيران… لكن المفاجأة: وزير الدفاع بيت هيغسِث صعد إلى المنبر ليحدثهم عن الوزن الزائد، الحلاقة، ومعايير اللياقة البدنية.

نعم، قادة مسؤولون عن إدارة جيوش وعمليات معقّدة حول العالم، تلقّوا محاضرة حول “شدّ الحزام” و”قصّ اللحى”!

الرواية الرسمية

2- هيغسِث أعلن أنّ وجود جنرالات “سُمناء” أو ضباط غير منضبطين في مظهرهم أمر “غير مقبول على الإطلاق”.

2- أقرّ إلغاء الاستثناءات الخاصة باللياقة البدنية، وفرض معيار الرجال على الجميع، بما في ذلك النساء في الأدوار القتالية.

3- ختم بعبارة صادمة: “من لا يعجبه هذا النهج… فليستقل.”

ترامب، الذي شارك في الاجتماع، أيّد هذا الطرح وأضفى عليه جرعة سياسية، حتى أن البعض قال إنّ المشهد بدا أقرب إلى مهرجان انتخابي منه إلى اجتماع عسكري.

الشكوك والهمس خلف الأبواب

هنا تبدأ الحكاية المثيرة:

1- مسرح بديل عن أزمة الإغلاق الحكومي: توقيت الاجتماع قبل دقائق من أزمة تمويل حكومي كبرى جعل محللين يرونه تمويهاً سياسياً لصرف الأنظار.

2- استعراض للسيطرة على الجيش: نبرة “من لا يعجبه فليرحل” اعتُبرت محاولة لإعادة فرز الولاءات في القيادة العسكرية وإحكام القبضة عليها.

3- رسالة مشوّهة للعالم: أن تستدعي كل هذه القيادات لتقول لهم “انقصوا وزناً واحلقوا ذقونكم” بدا للبعض أشبه باستعراض دعائي، أو حتى بروفة لشيء أكبر يتم التحضير له.

4- بعض الصحفيين لم يرحموا: وصَف أحدهم الاجتماع بأنه “كان يمكن أن يكون بريداً إلكترونياً”، بينما اعتبرت نيويورك تايمز أنّ ما حصل هو “محاضرة في انقاص الوزن ” لجنرالات يفترض أن يناقشوا استراتيجيات الردع النووي.

بينما انشغل الإعلام بالسخرية من “الجنرالات السُمناء”، كان هناك من يهمس بأن ما جرى ليس إلا ستارا  لشيء أكبر: ربما إعادة رسم هرم القيادة، أو تجهيز مسرح سياسي/عسكري لمفاجآت لاحقة.

ففي النهاية، لا يُحشد  مئات الأدميرالات والجنرالات في قاعة واحدة ليقال لهم نصائح عن “الجري نصف ساعة يومياً”.

ما بين الرواية الرسمية عن “إعادة الانضباط” والهمسات عن “تمويه سياسي”، خرج اجتماع كوانتيكو ليُثبت حقيقة واحدة:

الولايات المتحدة قد تُعلن حرباً… لكن على السعرات الحرارية أولاً .

مقالات ذات صلة