اغتيال تشارلي كيرك… العنف السياسي يطرق باب أميركا من جديد

 اغتيال تشارلي كيرك… العنف السياسي يطرق باب أميركا من جديد

اغتيال تشارلي كيرك… العنف السياسي يطرق باب أميركا من جديد

علي منصور  – ليبانغيت

لم تكن رصاصة القنّاص التي أودت بحياة تشارلي كيرك مجرّد حادثة اغتيال سياسي، بل لحظة كاشفة عن عمق الشرخ الذي ينهش الجسد الأميركي. فالناشط اليميني المحافظ، الذي جعل من الجامعات منابر للمعارك الأيديولوجية، سقط في قلب الحرم الجامعي برصاصة قنّاص ، وكأن العنف الذي طالما دافع عن حقّ أدواته في البقاء بين أيدي الناس، عاد ليصيب صاحبه. هنا لا نتحدّث عن ضحية فقط، بل عن صورة مكثّفة لأميركا المنقسمة، حيث تختلط  السياسة بالسلاح ، والحرية بالموت.

رمز للتيار المحافظ

كيرك لم يكن مجرد ناشط عابر، بل واحدًا من أكثر الأصوات تأثيرًا بين شباب اليمين الأميركي. ارتبط اسمه مباشرةً بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، ودافع بشراسة عن قضايا مثل حرية حمل السلاح، رفض الهجرة غير الشرعية، والهجوم على الجامعات ذات التوجه الليبرالي. وهذا ما جعله شخصية استقطابية بامتياز، محط إعجاب واسع في معسكره، وعداء شرس من خصومه.

ترامب يدخل على الخط

لم يتأخر ترامب في وصف الحادثة بأنها “لحظة مظلمة في تاريخ أميركا”، محاولًا تأطيرها كجزء من معركة أوسع بين المحافظين وخصومهم. هذا الخطاب يعكس كيف يمكن للاغتيال أن يتحول من جريمة فردية إلى قضية سياسية كبرى تُستثمر في السجال الانتخابي والشارع الأميركي.

دلالات أعمق

اغتيال كيرك يطرح أسئلة جوهرية :

– هل دخلت الولايات المتحدة مرحلة جديدة من العنف السياسي المباشر ضد رموز حزبية وناشطين؟

– هل بات الاستقطاب الحادّ بين الجمهوريين والديمقراطيين، وبين اليمين واليسار، يترجم إلى رصاص بدل النقاش؟

– وكيف سينعكس ذلك على انتخابات 2026 وما بعدها، خصوصًا مع تصاعد خطاب الكراهية وفقدان الثقة

بالمؤسسات؟

مقتل تشارلي كيرك ليس مجرد جريمة جنائية، بل مؤشر على تآكل السقف السياسي الأميركي، حيث تحوّلت الساحات العامة إلى مسارح عنف، وبدأت الخلافات تُحسم بالاغتيال لا بالحوار. وهو تطوّر يُهدد بتحويل الانقسام السياسي في أميركا إلى حرب أهلية باردة، وربما أكثر سخونة مع الوقت.

المفارقة المأساوية

الأكثر لفتًا أنّ تشارلي كيرك كان واحدًا من أشرس المدافعين عن حق امتلاك السلاح في الولايات المتحدة. ففي خطاب شهير عام 2023، قال إنّ سقوط بعض الضحايا سنويًا بسبب السلاح هو “ثمنٌ يستحق أن يُدفع للحفاظ على التعديل الثاني وحماية بقية الحقوق”. لكن القدر أراد أن يكون كيرك نفسه أحد هؤلاء الضحايا الذين كان يعتبر موتهم جزءًا من كلفة الحرية.

هذه المفارقة جعلت اغتياله ليس مجرد مأساة شخصية أو سياسية، بل أيضًا فضيحة فكرية لخطاب ظلّ يبرر العنف المسلّح، حتى ارتدّ على صاحبه.

مقالات ذات صلة