الذكاء الاصطناعي ينفلت من عقاله

لم تعد تطوّرات الذكاء الاصطناعي مجرّد تحديثات تقنية عابرة، بل تحوّلت إلى زلازل متلاحقة تغيّر شكل العالم الرقمي والاقتصادي وحتى السياسي. وبينما تتسابق كبرى الشركات العالمية على تطوير نماذج أذكى وأسرع، يتزايد القلق في أوساط العلماء والروّاد أنفسهم من سرعة التقدّم… وكأنه خرج عن السيطرة.

جي بي تي 5 (Gpt-5) على الأبواب… والأعين تترقّب

شركة OpenAI أعلنت عن إطلاق نموذجها الجديد GPT‑5 خلال أغسطس 2025، والذي يُتوقع أن يتفوّق بشكل كبير على النسخ السابقة في الفهم، التحليل، والإبداع. النموذج سيصدر بعدّة إصدارات، تشمل نسخة Nano للهواتف، ونسخة Pro للمطورين والباحثين.

المفاجأة؟ حتى سام ألتمان، المدير التنفيذي لـOpenAI، عبّر عن خوفه من “قوة خارقة” للنموذج القادم، واصفًا إياه بأنه “مشروع مانهاتن” للذكاء الاصطناعي!

صدام بين الشركات: OpenAI vs Anthropic

في خطوة دراماتيكية، شركة Anthropic (المصنّعة لنموذج Claude) قطعت وصول فريق OpenAI إلى أدواتها، متّهمة إياهم باستخدام تقنيات Claude في تدريب GPT‑5 بشكل غير مشروع. هذه الحادثة كشفت عن حروب صامتة داخل عالم الذكاء الاصطناعي، تحكمها المنافسة على المعلومات والأدوات لا القوانين.

تمويلات بالمليارات… ومخاوف أخلاقية

حصلت OpenAI مؤخرًا على 8.3 مليار دولار كتمويل جديد، ما يعكس حجم الرهان العالمي على الذكاء الاصطناعي. لكن في المقابل، تتصاعد التحذيرات من فقدان السيطرة الأخلاقية، وانفصال التكنولوجيا عن الرقابة المجتمعية، خصوصًا مع غياب تشريعات دولية موحّدة.

القيادة تتغير: الذكاء الاصطناعي يطرق أبواب الحياة اليومية

تم تعيين فيجي سيمو، الرئيسة السابقة لـInstacart، كمديرة تنفيذية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في OpenAI. هذا يعني أن التركيز القادم لن يكون فقط على التكنولوجيا… بل على دمجها في قطاعات التعليم، الصحة، والصحافة، مما يمهّد لمرحلة من “التحوّل الذكي” في الحياة اليومية والاجتماعية.