تحذيرات زيلينسكي قبل قمة ألاسكا… ورقة ضغط أم إنذار مبكر؟

علي منصور – ليبانغيت
مع اقتراب الاجتماع المرتقب بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، أطلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تصريحات حادة، متهمًا روسيا بالتحضير لعمليات هجومية جديدة على الأراضي الأوكرانية. هذه التصريحات تطرح سؤالين أساسيين: هل الوقائع الميدانية تؤكد صحة هذه التحذيرات؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه ورقة ضغط سياسية قبل القمة؟
الوقائع الميدانية… مؤشرات تصعيد أم هجوم روسي شامل ؟
على الأرض، تواصل القوات الروسية تعزيز مواقعها في عدة جبهات، خصوصًا في الشرق الأوكراني، مع رصد عمليات حشد للقوات ونقل عتاد ثقيل. كما لوحظ تكثيف القصف المدفعي والطائرات المسيّرة في محاور محدودة، ما يعكس استعدادًا لتصعيد محسوب.
لكن، وبحسب مصادر غربية، لا توجد حتى اللحظة دلائل قاطعة على نية شن هجوم شامل وفوري، بل يبدو أن موسكو تفضل اختبار قدرات كييف واستنزافها على المدى المتوسط، مع إبقاء ورقة التصعيد الكبير في يدها كورقة تفاوضية.
البعد السياسي… رسالة للبيت الأبيض والكرملين
توقيت تصريحات زيلينسكي ليس عبثياً . فهي تأتي قبل أيام من قمة ستجمع ترامب وبوتين، في لحظة حساسة قد تعيد رسم ملامح التفاهمات الدولية بشأن أوكرانيا. عبر هذه التحذيرات، يسعى زيلينسكي لضمان أن ملف بلاده سيكون حاضرًا على طاولة النقاش، وإلى منع أي تسوية بين واشنطن وموسكو تأتي على حساب كييف.
التأثير الداخلي… تعبئة الرأي العام الأوكراني
على الصعيد الداخلي، تمنح هذه التحذيرات زيلينسكي فرصة لإظهار نفسه كقائد يقظ ومستعد لمواجهة التهديدات، ما يساعده على حشد التأييد الشعبي ورفع الروح المعنوية، في وقت تعاني فيه أوكرانيا من إرهاق الحرب وتراجع الدعم الغربي مقارنة بالسنوات الأولى للنزاع.
البعد الإعلامي–التفاوضي
من منظور إعلامي، أي تحرك روسي لاحق، حتى لو كان محدودًا، سيُعتبر تأكيدًا لصحة تحذيرات زيلينسكي، ما يمنحه ورقة قوة إضافية في مواجهة موسكو. كما أن تضخيم المخاطر قد يساعده في انتزاع مزيد من الدعم العسكري والمالي من الغرب.
تحذيرات زيلينسكي قد تحمل جانبًا من الحقيقة استنادًا إلى التحركات الروسية الأخيرة، لكنها في الوقت نفسه أداة سياسية ودبلوماسية واضحة تهدف إلى التأثير على مخرجات قمة ألاسكا. وبين الحسابات الميدانية والرهانات السياسية، يبقى السؤال: هل ينجح زيلينسكي في منع أي صفقة أميركية–روسية تتجاوز المصالح الأوكرانية؟