حزب إيلون ماسك: فرصة ذهبية للديمقراطيين أم فخ للجمهوريين؟

علي منصور – ليبانغيت
في وقتٍ يتحضّر فيه الحزبان الكبيران لخوض انتخابات نصفية حاسمة عام 2026، يُلوّح إيلون ماسك بورقة ثالثة قد تقلب المعادلات: “حزب أمريكا” – مشروع سياسي لم يُترجم رسميًا بعد، لكن مجرد الحديث عنه بدأ يُقلق الجمهوريين أكثر مما يُقلق الديمقراطيين.
ماسك، الذي ضخّ مئات الملايين في حملة ترامب عام 2024، انقلب على الرئيس السابق، وبدأ يهدّد بتأسيس حزب بديل، يُنازع الجمهوريين على أصوات القاعدة اليمينية. وهو ما دفع الديمقراطيين إلى التفاؤل. “أعتقد أن وضعنا جيد أصلاً، وأي انقسام في صفوفهم يزيد من حظوظنا”، قال رئيس الحزب الديمقراطي في ميشيغان كيرتس هيرتل.
تاريخيًا، عانى الحزبان من ظاهرة “المرشح المفسد” التي غالبًا ما كان يمثلها حزب الخضر أو الليبرتاريون، لكن أياً منهم لم يكن يملك ما يملكه ماسك: المال، والمنصة، والقدرة على التأثير في الرأي العام.
الاستطلاعات تعكس هذا التفاوت: 40٪ من الجمهوريين يقولون إنهم قد يصوتون لحزب ماسك، مقابل 25٪ فقط من الديمقراطيين. وهذا ما دفع البعض إلى وصف مشروع ماسك بأنه “كعب آخيل” جديد يهدد الجمهوريين في دوائر حساسة. في ولاية آيوا مثلاً، خسر الجمهوريون بفارق 799 صوتًا فقط عام 2024، ما يعني أن مرشحًا ثالثًا قد يكون كافيًا لقلب النتيجة.
حتى الآن، لم يتخذ ماسك خطوات قانونية لتأسيس الحزب، لكنه يُلمّح إلى استراتيجية تركّز على عدد محدود من السباقات النيابية والسيناتورية لإحداث اختراق نوعي. وهذه المقاربة تثير قلق شخصيات يمينية بارزة مثل الناشط المحافظ هيث مايو، الذي يرى أن الحزب الجديد “سيستنزف جمهور ترامب” أكثر مما يستقطب قاعدة جديدة.
ورغم أن استطلاعًا حديثًا أشار إلى أن 17٪ فقط من الناخبين مستعدون للانضمام إلى حزب بقيادة ماسك، فإن التأثير المحتمل يظل كبيرًا، لا بسبب القاعدة الواسعة بل بسبب نوعية الناخبين الذين قد يخسرهم الجمهوريون لصالحه.
لكن ليس كل الديمقراطيين مرتاحين. المحللون يحذّرون من أن مرشحًا حرًا بتمويل ماسك قد يربك الحسابات في بعض الدوائر المتأرجحة. “ماسك يملك القدرة والإرادة ليكون مفسدًا حقيقيًا”، يقول الاستراتيجي الجمهوري في أريزونا باريت مارسون.
في النهاية، وحتى لو لم يُطلق ماسك حزبه فعليًا، فإن الخصومة المعلنة بينه وبين ترامب كفيلة بإحداث شرخ في اليمين، وتعطيل وحدة الجمهوريين التي أفادتهم كثيرًا في 2024. ومع كل ما يحمله اسم ماسك من جدل واستقطاب، يبقى الرهان الديمقراطي بسيطًا: كل ما يُربك صفوف خصومنا، هو مكسب لنا.