غداء الموت: عندما تحوّل فطر الحياة إلى سمٍ قاتل

غداء الموت: عندما تحوّل فطر الحياة إلى سكين قاتل
ليبانغيت
في بلدة ليونغاثا الهادئة في أستراليا، نظّمت إيرين باترسون، امرأة في الخمسين من عمرها، غداءً عائليًا مفاجئًا في 29 يوليو 2023.
دعواها: أنها بحاجة إلى دعم نفسي بعد تشخيص “مزيف بالسرطان”.
لكن خلف الدعوة العائلية كان يختبئ سمّ قاتل…
الضيوف الأربعة كانوا:
– والدا زوجها السابق، دون وجايل باترسون.
– عمّة زوجها، هيذر ويلكينسون.
– وزوج هيذر، القس إيان ويلكينسون.
بعد ساعات من تناول طبق “بيف ويلينغتون”، بدأ الضيوف يتألمون بشدّة. فقد استخدمت إيرين أخطر أنواع الفطر في العالم: Death Cap Mushrooms. والنتيجة كانت كارثية: الضيوف الأربعة نقلوا إلى المستشفى وفارق ثلاثة منهم الحياة خلال أيام .
الغموض يتكشّف… والمجفف القاتل
مع بدء التحقيق، روت إيرين سلسلة من الأكاذيب: قالت إن الفطر اشترته من متجر آسيوي، وأنها لم تمتلك أي وسيلة خاصة لتحضيره. لكن المحققين عثروا على جهاز تجفيف كهربائي (Food Dehydrator) في مكب نفايات قريب من منزلها.
هذا الجهاز البسيط أصبح الدليل القاطع على نيتها المسبقة؛ إذ أن تجفيف الفطر يحافظ على تركيز السموم ويجعل دمجه في الطعام أكثر فتكًا. إخفاء الجهاز والتخلّص منه كشف عن محاولة طمس الأدلة، وهو ما وصفه القاضي كريستوفر بيل بـ”الخيانة العميقة”.
من الناجي الوحيد؟
الناجي الوحيد كان القس إيان ويلكينسون، الذي دفع الثمن غاليًا بفقدان زوجته هيذر، بينما ظل هو يصارع الموت في المستشفى لأسابيع طويلة حتى نجا.
الدافع… وأين كان الزوج؟
– الزوج (سيمون باترسون) لم يكن حاضرًا ذلك اليوم، إذ انفصل عن إيرين سابقًا. وبحسب التحقيقات، كان مدعوًا للغداء لكنه اعتذر عن الحضور في اللحظة الأخيرة.
– بعض الشبهات أشارت إلى أن الدافع كان موجّهًا نحوه: خلافات زوجية حادّة وانفصال مليء بالعداء، وربما رغبة إيرين في الانتقام عبر ضرب عائلته الأقرب.
– الادعاء اعتبر أن دوافعها لا تنفصل عن صراع السيطرة والانتقام الشخصي، وأن استهداف أهل زوجها السابق كان خطوة متعمّدة، وليست حادثة عرضية كما حاولت أن توهم الجميع.
حكم المحكمة :
– ثلاثة أحكام بالسجن المؤبد عن جرائم القتل.
– حكم إضافي بالسجن 25 عامًا عن محاولة القتل.
– مع حدّ أدنى دون إطلاق سراح مشروط: 33 عامًا.
القضية تحوّلت إلى دراما جنائية حيّة، بُثّت جلساتها مباشرة في ولاية فيكتوريا، وتحوّلت لاحقًا إلى مادة لبرامج وثائقية وبودكاست عالمية.
هكذا انتهت قصة “غداء الموت”: وجبة بدأت بدعوة العائلة والدعم، وانتهت بخيانة دامية وجرائم ستظل تلاحق أستراليا كأحد أبشع فصولها الجنائية.