قصة أحمد طافش… الكفيف الذي أبصر طريقه إلى الخلود

 قصة أحمد طافش… الكفيف الذي أبصر طريقه إلى الخلود

Screenshot

 

قصة أحمد طافش… الكفيف الذي أبصر طريقه إلى الخلود

ليبانغيت

في قلب حي الزيتون شرق مدينة غزة، عاش شاب كفيف اسمه أحمد طافش.

ورغم عتمة البصر، كان يمتلك بصيرةً أوسع من عيون الدنيا كلها. حين دوّى القصف الإسرائيلي وبدأت البيوت تنهار فوق أصحابها، خُيِّر أحمد بين الرحيل عن منزله أو البقاء. لكنه حسم الأمر بكلمات ستبقى شاهدة على صلابته:

مش طالع من الحارةيلي بيطلع من داره بقل مقدارهالحارة فاضية، لمين سايبينها؟

لم يكن أحمد يرى بعينيه، لكنه كان يرى بحسّه أن المغادرة تعني تسليم الروح والذاكرة والجذور. فاختار أن يبقى، متحديًا الاحتلال بصموده، رافضًا النزوح كما رفض آلاف الغزيين أن يتركوا أرضهم لقمة سائغة.

بعد ساعات من هذا الموقف البطولي، جاء القصف الإسرائيلي ليستهدف منزله، ويسقط أحمد شهيدًا. لكن  صوته لم يرحل ، ولا صرخته. تحولت كلماته إلى أيقونة، تتناقلها الألسن، وتبثها الشاشات، لتصير شهادةً حيّة على جريمة تُرتكب في وضح النهار، وعلى إرادةٍ لا يُمكن كسرها.

أحمد، الكفيف الذي أبصر طريقه إلى الخلود، لم يكن مجرّد شاب فقد بصره، بل صار بصرًا لشعبٍ بأكمله، ورمزًا للصمود في زمن التهجير والخراب.

مقالات ذات صلة