قمة ألاسكا: نووي على الجليد… وبوتين يوزّع الابتسامات بالمجان حين يلتقي “رجل البوكر” مع “رجل الشطرنج”

 قمة ألاسكا: نووي على الجليد… وبوتين يوزّع الابتسامات بالمجان حين يلتقي “رجل البوكر” مع “رجل الشطرنج”

علي منصور

في ألاسكا، الأرض التي يلتقي فيها الثلج بالمحيط، يلتقي فيها دونالد ترامب بفلاديمير بوتين. العنوان الرسمي: مفاوضات سلام وإنهاء الحرب في أوكرانيا. العنوان الفعلي؟ صفقة نووية على الجليد، قد تكتب فصلًا جديدًا في العلاقات الأمريكية – الروسية، أو تفتح الباب أمام موسم صيد مفتوح في سباق التسلح.

بوتين… حَمامة سلام أم ثعلب يُراوغ؟

بوتين أشار في تصريح اليوم إلى أن الولايات المتحدة تبذل “جهودًا مخلصة” لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ملمحًا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد لمراقبة الأسلحة النووية قبل انتهاء معاهدة “نيو ستارت” في عام 2026. هذه اللهجة التصالحية تُعد تحولًا لافتًا في خطاب الرئيس الروسي، الذي ارتبط اسمه لسنوات باتباع سياسات صدامية وتحدي القواعد الدولية، ما يفتح باب التساؤل حول ما إذا كانت هذه الإشارات تعكس تحولًا استراتيجيًا حقيقيًا أم مجرد خطوة تكتيكية في سياق التفاوض.
لكن، لنعترف… هذا هو بوتين: لا يبتسم إلا إذا كان خلف الابتسامة مصيدة. الرسالة للغرب واضحة: “تعالوا نتحدث، لكن على طاولتي… وبقواعدي”.

معاهدة نيو ستارت: آخر حارس قبل الفوضى

الجميع يعرف أن “نيو ستارت” هي آخر خيط يمنع سباق نووي بلا سقف. انهيارها يعني عودة العالم إلى مشهد الثمانينيات، لكن مع أسلحة أدق وأسرع وأكثر جنونًا. فهل يهم بوتين أو ترامب أن أوروبا تنام وهي تحلم بكوابيس نووية؟ على الأرجح… لا. المهم أن تُحسم الصفقة في ألاسكا، والبقية “ملحقون”.

أوكرانيا وأوروبا: الخوف من أن تُباع القصة على الطاولة

كييف ومعها أوروبا لا تثق كثيرًا في طبخة ألاسكا. وضعت خمسة شروط واضحة حتى لا تتحول إلى “ضيف شرف” في اتفاق يخص مصيرها: وقف النار، ضمانات أمنية، مشاركة فعلية، عدم التنازل عن الأراضي، وضمانات عبر الأطلسي. المشكلة أن هذه المطالب قد تكون بالنسبة لموسكو وواشنطن مجرد بنود تكميلية تُذكر في المُلحق… إن ذُكرت أصلًا.

ترامب: صفقة أو لا صفقة

ترامب كعادته، يهوى العناوين الكبيرة. يقول إنه سيعرف خلال دقائق ما إذا كان السلام ممكنًا. دقائق! وكأن الحرب في أوكرانيا صفقة عقارية في مانهاتن تحتاج جولة تفاوض واحدة. لكن هذه هي مدرسة ترامب: الصفقات تصنع بالانطباع الأول… وما تبقى تفاصيل يكتبها الآخرون.

العالم ينتظر… ويمسك أنفاسه

قمة ألاسكا قد تُسجَّل كخطوة أولى نحو خفض التوتر النووي، أو كخطوة أولى نحو اتفاق “سلام” يرضي واشنطن وموسكو ويترك أوكرانيا وأوروبا في العراء. في الحالتين، بوتين يلعب الشطرنج، وترامب يلعب البوكر… والعالم كله يراهن على من سيكشف أوراقه أولًا.

مقالات ذات صلة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *