لماذا يخفي كيم جونغ أون اسم ابنته؟
لماذا يخفي كيم جونغ أون اسم ابنته؟
خاص- ليبانغيت
في عالمٍ تعرف فيه الصحافة عدد الكلاب الأليفة لرؤساء البلديات في أوروبا، وتفاصيل وجبات الفطور لأبناء الملوك في بريطانيا والدنمارك والسويد، يظلّ اسم ابنة كيم جونغ أون لغزًا أعظم من أسرار البرنامج النووي الكوري الشمالي. فما الذي يدفع نظام بيونغ يانغ إلى هذه السرّية المفرطة؟
أولًا: ورقة التوريث
النظام الكوري الشمالي قائم على عبادة السلالة: الجد، فالابن، فالحفيد. ظهور ابنة كيم جونغ أون إلى جانبه يثير بطبيعة الحال تساؤلات حول كونها الوريثة القادمة. لكن الامتناع عن إعلان اسمها يعود إلى رغبة النظام في إبقاء كل الاحتمالات مفتوحة: تعزيز صورتها كوريثة محتملة عند الحاجة، أو إخفاؤها من المشهد إن قرر غير ذلك. الغموض هنا تكتيك داخلي لإبقاء السلطة مركّزة في يد الزعيم وحده، ومنع أي توقعات مبكرة حول مرحلة ما بعده.
ثانيًا: الغموض كأداة سلطة
كوريا الشمالية تبني قوتها على الغموض. الصاروخ الذي لا يعرف أحد مداه، والمفاوضات التي لا أحد يفهم مخرجاتها، والزعيم الذي يختفي ثم يظهر فجأة. إخفاء الاسم يدخل في هذا السياق: كلما زاد الغموض، زادت الهالة. الابنة بلا اسم تصبح “رمزًا” أكثر منها شخصًا، وهذا يخدم دعاية النظام.
ثالثًا: الحماية الأمنية
في عقلية كيم، الاسم قد يكون ثغرة أمنية. إذا عُرف الاسم، يمكن تتبّع صاحبته، مراقبتها، أو حتى استهدافها. التكتّم يوفّر غطاءً يحميها من أجهزة الاستخبارات الأجنبية، ويبعدها عن أعين الإعلام الغربي المتعطّش لأي تفصيل عن العائلة الحاكمة.
رابعًا: ترسيخ التمييز بين الشعب والسلالة
المواطن العادي في كوريا الشمالية مجرد رقم في الإحصاءات، بينما العائلة الحاكمة “مقدّسة”. عندما يُخفى حتى الاسم، تتحوّل الطفلة إلى أيقونة فوق البشر. لا يُنادى عليها كما يُنادى على الآخرين، بل تبقى في مصافّ الرموز التي لا تُمسّ ولا تُذكر إلا بالألقاب.
اسمٌ أثقل من الصواريخ
في النهاية، يمكن فهم التكتّم على أنه جزء من فلسفة حكم كوريا الشمالية: حيث تتحوّل التفاصيل العادية إلى أسرار عليا. العالم يعرف أسماء أبناء بوتين وشي جينبينغ وخامنئي ومحمد بن سلمان، لكن ابنة كيم جونغ أون تبقى “بلا اسم”.
إنها رسالة مقصودة: في بلادهم، حتى الاسم قد يكون أخطر من رأسٍ نووي.