مجلس الوزراء… أو مجلس الأمن القومي الأميركي – فرع بيروت.
علي منصور
في بيروت، لم تعد الحكومة تُدار من منطقة باب إدريس في الوسط التجاري… بل من غرف التخطيط ومكاتب القرار خارج الحدود. الوزراء مجرد ممثلين، النص مكتوب هناك، والإخراج هنا. والنتيجة “حكومة” لا تخطّط ولا تناقش… بل تتلقى التعليمات وتنفّذ
في السراي وعلى مدى الأسبوع الماضي ، لم نكن أمام مجلس وزراء بقدر ما كنّا أمام فرقة عمل تابعة لغرفة العمليات المشتركة في واشنطن والرياض وباريس. الوزراء كديكور، القرارات بالمظلّة، والرئيسان جوزيف عون ونواف سلام يوزّعان الأدوار كمديرَي مسرح محترفين، يعرفان النص عن ظهر قلب… نص مكتوب هناك، حيث تُرسم الخرائط وتُطبخ الصفقات، ثم يُترجم إلى العربية لزوم الفهم.
هذه ليست “حكومة تكنوقراط”، ولا “إنقاذ”، إنها حكومة “تصريف أعمال” وأوامر، مفصّلة على مقاس الوكيل الحصري للوصاية الأميركية – السعودية، مع قليل من الإكسسوارات الأوروبية للزينة. أما السردية التي رُوّجت عن أنها “غير سياسية” فلم تكن سوى قناع من ورق لإقصاء كل من يرفع رأسه، وإحلال من يوقّع دون أن يقرأ.
أسبوع واحد كان كافياً لكشف أن ما لدينا ليس مجلس وزراء، بل لجنة تنفيذية لاتفاقيات لم يوقّعها اللبنانيون. “ورقة برّاك” أصبحت المرجع، الاعتراضات تمثيل، والقرارات تُصنع في الخارج وتُسلَّم باليد إلى الداخل، كما تُسلَّم الطرود الدبلوماسية المغلقة.
فلماذا نواصل المسرحية؟
فلنكتب اسمها بصراحة كما في السجلات غير الرسمية: “حكومة الولايات المتحدة الأميركية – المكتب الإقليمي في بيروت”.