معوّض يحذّر من كوبا … فهل يسير بنا إلى باناما؟

علي منصور – ليبانغيت
في كلمته البرلمانية، قدّم ميشال معوّض نفسه على أنه حامل مشروع إنقاذي، لكن مضمون خطابه لا يخرج عن كونه استنساخًا لدفاتر شروط صندوق النقد والبنك الدولي، مع تمرير أجندة واضحة لوصاية اقتصادية وسياسية جديدة.
لنفنّد نقاط “خريطة الطريق” الأربع:
1. حصرية السلاح بيد الدولة؟
من حيث المبدأ، نعم، ولكن بأي دولة؟ أهي هذه التي تُدار بالتسويات والمحاصصات والطائفية؟
أم تلك التي يتدخل الأميركيون بتعيين قضاتها وموظفيها الكبار؟
ثم، هل سيحتفظ الجيش بالسلاح أم سيتلفه ويفجره ؟
2. إعادة هيكلة القطاع المالي؟
معوّض يرفض شطب الودائع، وهذا موقف إيجابي، لكنه لم يقل لنا كيف سيحميها!
هل سيواجه المصارف التي موّلت دولته وأحزابه لعقود؟
أين كان صوته عندما كان رياض سلامة ينهب الاحتياطي؟
أليس هو نفسه من صمت عن تهريب الأموال بعد 17 تشرين؟
ثم، أين الحديث عن الدائن الحقيقي الذي خنق لبنان: المنظومة المالية الدولية التي حاصرت البلد وسحبت أمواله وسيادته؟
3. إصلاح القطاع العام؟
يتحدث معوّض عن “التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي”، وهي عناوين براقة، لكن جوهرها واضح:
خصخصة قطاعات الدولة وتسليمها لشركات خارجيّة بذريعة الكفاءة.
وهنا نسأل: هل الخصخصة ستعيد الكهرباء أم تُعزز الكارتيلات؟
وهل الدولة، بكل فسادها، ستضمن أمن المواطنين حين تتخلى عن إدارة المياه والكهرباء والمرفأ ؟
4. إشراك الاغتراب؟
الطرح النظري جيد، لكن خلفه هدف انتخابي مكشوف:
تحويل أصوات الاغتراب إلى رافعة سياسية لمعسكر معيّن، لا لشراكة وطنية حقيقية.
فهل يسعى معوّض لتمثيل كل الاغتراب… أم فقط ذلك المموّل والمعبّأ سياسيًا ضد خيار المقاومة؟
بين باراك ومعوّض… سردية واحدة
كلام توم برّاك وميشال معوّض يصدر من منبع واحد: استهداف قوة لبنان الحقيقية كمدخل لإعادة تشكيل النظام اللبناني على أساس جديد هشّ، تابع، منزوع الدفاع والقرار.
ما يُطرح اليوم ليس إصلاحًا، بل إعادة برمجة الدولة لتكون قابلة للتدويل الكامل، اقتصاديًا، سياسيًا، وأمنيًا.
وإذا كان معوّض يُحذّر من تحوّل لبنان إلى “كوبا الشرق”، فإننا نحذّره بدورنا من تحوّله إلى باناما الشرق… مستباحًا لكل طامع، وخاليًا من أي قدرة على الصمود.