من بكين… إلى واشنطن: “المؤامرة” التي أزعجت ترامب
من بكين… إلى واشنطن: “المؤامرة” التي أزعجت ترامب
ليبانغيت
لم يكن العرض العسكري الصيني في ساحة تيانانمن مجرّد استعراضٍ للمدافع والصواريخ والطائرات. المشهد بكامله كان رسالة سياسية واضحة: شي جينبغ على يمينِه فلاديمير بوتين وعلى يساره كيم جونغ أون، ثلاثي يختصر اليوم محور التحدّي لأميركا والغرب.
دونالد ترامب، الذي اعتاد التقاط الإشارات بسرعة، لم يُفوّت الفرصة. فغرّد ساخرًا: “أبلغوا بوتين وكيمتحياتي الحارة أثناء مؤامرتهم ضد الولايات المتحدة”. ثم مضى ليوبّخ الصين لأنها لم تشكر الجنود الأميركيين الذين قاتلوا في الحرب العالمية الثانية. بكلمات أخرى، ترامب قرأ المشهد كتحالف سياسي وعسكري قيد التشكل، واختار أن يفضحه على الملأ.
لكن الرد الصيني جاء باردًا: “الاحتفال تذكاري ولا يستهدف أي طرف ثالث”. والكرملين بدوره حاول التخفيف من وقع التغريدة، معتبرًا أنها مجرّد سخرية. وحده الاتحاد الأوروبي قرأ الصورة كما هي: تحدٍّ مباشر للنظام الدولي، ورسالة بأن بكين وموسكو وبيونغ يانغ ليست مجرد ضيوف على طاولة العالم، بل شركاء في إعادة رسمها.
النتيجة؟ بكين قدّمت عرضًا عسكريًا، لكن ترامب حوّله إلى عرضٍ سياسي. ومع ذلك، يبقى السؤال: من الذي يضحك أخيرًا؟ من يلوّح بالسلاح أم من يفضح المؤامرة؟
واشنطن بين السخرية والذعر
اللافت أن ترامب، بدل أن يُظهر أميركا كقوة واثقة، ظهر كزعيم قلق يصرخ عبر “تروث سوشال” في وجه صورة بثلاثة رؤساء. بكين لم ترد إلا ببرودٍ دبلوماسي، وموسكو اكتفت بالضحك، بينما أوروبا رأت الحقيقة: نظام عالمي يتشقّق تحت أقدام واشنطن.
هكذا، يتحوّل كل عرض عسكري في بكين إلى صفعة سياسية في واشنطن، وكل لقاء بين بوتين وشي وكيم إلى كابوس في البيت الأبيض. ومن يظن أن التغريدات قادرة على مواجهة الصواريخ، فليُدرك أن زمن “الزعامة الأميركية” يتبخر أمام عيوننا… وبأصابع آسيوية .