هل فعلاً يريد ترامب إنهاء حرب غزة؟

 هل فعلاً يريد ترامب إنهاء حرب غزة؟

هل فعلاً يريد ترامب إنهاء حرب غزة؟

أيمن شحادة – ليبانغيت

تثير تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة حول وقف الحرب في غزة علامات استفهام كبيرة، خصوصًا بعد أن قدّم نفسه كـ “داعية سلام” يملك الحل السحري. لكن قراءة متأنية لمضمون خطته تكشف أنها قد تكون أبعد ما تكون عن إنهاء الحرب، بل أقرب إلى منح إسرائيل أوراق قوة جديدة على حساب الفلسطينيين.

خطة بلا ضمانات

في ظاهرها، تقوم مبادرة ترامب على معادلة بسيطة: تسليم حماس جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار. لكن عند التدقيق، نكتشف أن وقف الحرب ليس شرطًا ملزمًا، بل وعد غامض من جانب إسرائيل. هذا يعني أن حماس ستفرّغ ما بيدها من أوراق ضغط، بينما يظل لنتنياهو حرية استئناف العمليات العسكرية داخل غزة متى شاء، دون التزامات أو قيود.

خدمة مجانية لنتنياهو

هكذا، يتحول ما يسميه ترامب “صفقة سلام” إلى خدمة مجانية لنتنياهو: استعادة الرهائن بلا كلفة سياسية أو تنازل ميداني ، تحرير يديه لمواصلة الحرب بعد إزالة العقبة “الإنسانية” الداخلية الأبرز ، و تصوير إسرائيل وكأنها استجابت لجهود السلام، فيما هي عمليًا تتأهب لجولات أعنف داخل غزة.

ازدواجية الخطاب

ترامب في هذه الصيغة يمنح إسرائيل الذريعة المثالية: فبعد تحرير الأسرى، يمكن تل أبيب أن تقول إنها لم تعد مقيّدة بملف الأسرى ، وبالتالي يصبح الاستمرار في الحرب “ضرورة أمنية” خالصة. وفي الوقت نفسه، يخرج ترامب أمام الإعلام الدولي بمظهر “صانع السلام”، الذي قدّم الحل وأنقذ الأرواح الإسرائيلية، حتى لو كانت النتيجة مزيدًا من الدماء في غزة.

ما وراء الدعاية

بهذا المعنى، تصريحات ترامب ليست مبادرة لإنهاء الحرب بقدر ما هي خطوة سياسية تخدم صورته الانتخابية وتدعم موقع نتنياهو داخليًا. فبينما يحتاج رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى وقت ومساحة لمتابعة عملياته، يمنحه ترامب الغطاء الدبلوماسي، ويقدم نفسه كحكم  “عقلاني” يوازن بين المصالح، بينما هو طرف أساسي في الحرب ويستطيع إيقافها بصفارة .

الواقع أن ترامب لا يضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، بل يعيد صياغة المعركة بطريقة تُخرجها أكثر قوة وأقل كلفة. فحماس، إذا ما سلّمت الأسرى، ستخسر ورقتها الأهم، فيما إسرائيل ستكسب حرية أوسع في الميدان. وبينما يتواصل القصف على غزة، سيقف ترامب أمام الكاميرات ليقول إنه حاول جلب السلام.

بكلمات أخرى: ترامب لا يريد إنهاء الحرب، بل يريد إعادة تعريفها بما يخدم إسرائيل ويخدم صورته هو كمرشح قوي للسلام.

مقالات ذات صلة