واشنطن تطرح صفقة شاملة: كل الرهائن مقابل إنهاء الحرب في غزّة … واسرائيل تراوغ

واشنطن تطرح صفقة شاملة: كل الرهائن مقابل إنهاء الحرب في غزّة … واسرائيل تراوغ
ليبانغيت
كشف موقع Axios الأميركي أنّ المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف نقل رسائل مباشرة إلى حركة حماس، تتضمن مقترحًا لصفقة شاملة في قطاع غزة، جوهرها الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب الجارية.
هذا الطرح يعكس تبدّلًا في مقاربة الإدارة الأميركية الجديدة، التي تبتعد عن سياسة “الصفقات الجزئية” المعتمدة خلال الأشهر الماضية، والتي اقتصرت على الإفراج عن دفعات محدودة من الأسرى مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار أو إدخال مساعدات إنسانية.
موقف حماس: استعداد لمقايضة كبرى
من جهتها، أعلنت حماس أنها لا تزال مستعدة للانخراط في صفقة شاملة، تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الموجودين في غزة، مقابل اتفاق يضمن الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، إلى جانب التفاهم على وقف الحرب والتوصل إلى حل سياسي أوسع.
هذا الموقف أعاد تسليط الضوء على إمكانية اختراق الجمود الحالي، خصوصًا بعد تصريحات متكررة من قيادة الحركة حول استعدادها لمفاوضات مباشرة أو غير مباشرة تحقق هذا الهدف.
إسرائيل: شروط إضافية
غير أنّ الموقف الإسرائيلي بدا أكثر تشددًا. فقد نقلت وكالة رويترز عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأكيده أنّ أي صفقة من هذا النوع لن تكون كافية بحد ذاتها، وأنّ إسرائيل لن توقف الحرب إلا إذا تحققت ثلاثة شروط أساسية:
1- الإفراج عن جميع الرهائن.
2- تفكيك بنية حماس العسكرية والسياسية بشكل كامل.
3-وضع القطاع تحت إدارة مدنية جديدة بإشراف إسرائيلي أمني مباشر.
وبهذا، تربط الحكومة الإسرائيلية بين قضية الرهائن وبين رؤيتها لحسم الحرب عسكريًا وسياسيًا في غزة.
بين واشنطن، حماس وتل أبيب
المشهد إذن بات معقدًا:
– واشنطن تسعى إلى صفقة شاملة تفتح الباب أمام إنهاء الحرب.
– حماس تُبدي استعدادًا لمبادلة الرهائن بوقف شامل وإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
– إسرائيل تصر على ربط أي اتفاق بإنهاء وجود حماس نفسه، وهو ما يجعل المسار التفاوضي أكثر صعوبة.
هذا التباين يُبقي مصير الصفقة الموعودة معلّقًا بين الإرادة الأميركية في إنهاء النزاع، ورغبة حماس في تثبيت مكاسبها السياسية، وتشدد نتنياهو الساعي إلى فرض معادلة “لا حرب بلا تفكيك”.
المقترح الذي حمله ويتكوف قد يشكّل أول محاولة أميركية جديّة لصوغ تسوية كبرى في غزة، لكن نجاحه يتوقف على قدرة الأطراف الثلاثة على تجاوز الحسابات الداخلية:
– حماس بحاجة إلى ضمانات حقيقية لوقف الحرب ورفع الحصار.
– إسرائيل تبحث عن نصر سياسي يوازي الثمن الذي دفعته في الحرب.
– وواشنطن تحاول تحقيق اختراق دبلوماسي سريع يضع بصمة الإدارة الجديدة في الشرق الأوسط.
حتى اللحظة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يكون هذا الطرح بداية النهاية للحرب، أم مجرد محطة جديدة في مسار المراوغة الإسرائيلية ؟