قصة مطعم “ترامب برغر”: نجاحٌ لبناني بنكهة السياسة ومصيرٌ معلّق في المحاكم

قصة مطعم “ترامب برغر”: نجاحٌ لبناني بنكهة السياسة ومصيرٌ معلّق في المحاكم
خاص – ليبانغيت
من ضاحية صغيرة في تكساس بدأت الحكاية. رولاند مهرِز بياني، شاب لبناني وصل إلى الولايات المتحدة عام 2019، قرر أن يدخل عالم المطاعم من بوابة غير مألوفة: السياسة. عام 2020 افتتح أول فرع لسلسلة “ترامب برغر”، مطعماً لا يشبه سواه؛ صوره وأعلامه ولافتاته كلها مكرسة لشخصية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حتى الخبز الذي يحمل اسمه مختوماً بالنار.
هذه الهوية السياسية الجريئة سرعان ما صنعت ضجة، فالمكان بدا أقرب إلى مقر انتخابي دائم منه إلى مطعم برغر. زينة الجدران تعجّ بصور ترامب، العاملون يرتدون قبعات وقمصان “اجعل أميركا عظيمة مجدداً”، والجمهور الموالي وجد فيه مساحةً للتعبير، فيما لم يتردد بياني بالقول إنه يوجّه قسماً من الأرباح لدعم الرئيس. انتشرت السلسلة سريعاً إلى بلدات فلاتونيا وضواحي هيوستن وكيمـا، وذاع صيتها بقدر ما أثار جدلاً حول “خلط الطعام بالسياسة”.
لكن النجاح لم يمرّ من دون ثمن. فبينما انتظر كثيرون أن يلتفت ترامب نفسه إلى هذا “المطعم الموالي”، لم يظهر أي تصريح أو ذكر مباشر منه لصاحبه. على العكس، في مطلع 2025 تلقّت السلسلة إنذاراً قانونياً من محامي “مؤسسة ترامب” يتهمها باستخدام الاسم والرموز بشكل يوحي زوراً بوجود صلة رسمية. النتيجة: بعض الفروع بدّلت اسمها إلى “MAGA Burger” لتفادي دعوى محتملة.
إلى جانب معارك الاسم والملكية، انفجرت الخلافات بين الشركاء. شريكه المؤسس إياد أبو الهوى دخل في نزاعات قضائية حول الحقوق التجارية، قبل أن يوقف بدوره من قبل سلطات الهجرة على خلفية أوامر ترحيل قديمة. لكن الضربة الأقسى طالت بياني نفسه: في أيار/مايو 2025، داهمته سلطات الهجرة واحتجزته بتهمة تجاوز مدة الإقامة ومحاولة الحصول على وضع قانوني عبر زواج تعتبره السلطات “زواجاً صورياً”. هو نفى معظم الاتهامات، لكن المحكمة حدّدت جلسة فاصلة في 18 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وأفرجت عنه بكفالة بلغت 20 ألف دولار.
اليوم، يقف مطعم “ترامب برغر” بين واقعين: واقع نجاح تجاري صاخب جعل منه علامة مميزة في المشهد السياسي–الغذائي الأميركي، وواقع قانوني معقّد قد يطيح بمستقبل صاحبه. والمفارقة المؤلمة أن المهاجر اللبناني الذي رفع اسم ترامب على الجدران والخبزات، وجد نفسه في مواجهة مع مؤسسته القانونية من جهة، ومع قوانين الهجرة المتشددة التي ازدهرت في عهد الرئيس نفسه من جهة أخرى.
هي قصة تختصر تلاقي الحلم الأميركي مع السجال السياسي: برغر محشوّ بالشعارات، ومالكه يترقب مصيراً يتقرر لا في المطبخ، بل في قاعة المحكمة.