من قلعة ويندسور إلى غزّة: مقاطعة تهزّ البروتوكول الملكي
من قلعة ويندسور إلى غزّة: مقاطعة تهزّ البروتوكول الملكي
خاص – ليبانغيت
أعلن زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين في بريطانيا، إد ديفي، أنه سيقاطع العشاء الرسمي الذي سيقيمه الملك تشارلز الثالث في قلعة ويندسور بين 17 و19 أيلول/سبتمبر المقبل، تكريمًا للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وجاء قراره في مقال رأي نشره في صحيفة “ذا غارديان”، حيث أوضح أنّ مقاطعة دعوة ملكية كهذه لا تتوافق مع طبعه ولا مع تقاليد السياسة البريطانية، لكنه أراد إرسال رسالة سياسية قوية مفادها أن ترامب فشل في التدخل decisively لوقف الحرب والمأساة الإنسانية في غزة.
الخطوة التي اتخذها ديفي أثارت تباينًا في المواقف داخل بريطانيا؛ فبينما اعتبرها أنصاره موقفًا أخلاقيًا يضع حقوق الإنسان فوق المجاملات البروتوكولية، شنّ المحافظون هجومًا عليه واعتبروا قراره “إهانة للملك” و”قلة جدية في التعامل مع شؤون الدولة”. غير أن توقيت المقاطعة، قبل أيام من مؤتمر الحزب، يوحي بأن ديفي يسعى إلى تعزيز حضور الليبراليين الديمقراطيين كلاعب معارض أكثر جرأة، عبر رفع ملف غزة إلى واجهة النقاش العام والضغط على الحكومة العمالية بقيادة كير ستارمر لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه ترامب.
بهذا الموقف، يتحول العشاء الملكي إلى ما يشبه ساحة اختبار سياسي يضع بريطانيا أمام سؤال محوري: هل تبقى الأولوية للعلاقات التقليدية مع واشنطن والالتزام بالبروتوكول الملكي، أم أنّ الأحداث في غزة تفرض على لندن إعادة النظر في كيفية الموازنة بين التحالفات الاستراتيجية والقيم الإنسانية؟