خطّة “غزة ريفييرا”: مشروع إعمار للتطهير العرقي …

 خطّة “غزة ريفييرا”: مشروع  إعمار  للتطهير العرقي …

 

خطة “غزة ريفييرا”: مشروع  إعمار للتطهير العرقي

 

كشفت تسريبات إعلامية عن وجود مقترح داخل إدارة البيت الأبيض تحت اسم مؤسسة “GREAT” لإعادة الإعمار والتسريع الاقتصادي لغزة (Gaza Reconstitution, Economic Acceleration and Transformation Trust)، يهدف إلى وضع قطاع غزة تحت وصاية أمريكية تمتد لأكثر من عشر سنوات، وتحويله إلى ما سُمّي بـ”ريفيرا الشرق الأوسط”.

ملامح الخطة

تقوم الفكرة على بناء مدن ذكية متطورة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وفنادق فاخرة، وبنى تحتية حديثة، وصولاً إلى تصميم أحياء وطرق تحمل أسماء شخصيات دولية مثل ولي العهد السعودي. كما تتضمن الخطة إعادة توطين “طوعي” لسكان غزة، البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، سواء في الخارج أو داخل مناطق آمنة مؤقتة خلال فترة إعادة الإعمار. ولتشجيع السكان على القبول، يقترح المشروع تقديم حوافز مالية ورموز رقمية يمكن استبدالها لاحقاً بشقق سكنية مستقبلية.

أما التمويل، فقد حُدد بمئة مليار دولار من استثمارات عامة وخاصة، مع التأكيد أن الحكومة الأمريكية لن تتحمل العبء المالي المباشر.

اتهامات بالتطهير العرقي

رغم المظهر “الاستثماري” والحديث عن الازدهار العمراني، أثارت الخطة موجة رفض واسعة. فقد وصفتها منظمات حقوقية وخبراء قانون دولي بأنها محاولة مقنّعة للتطهير العرقي، إذ أن نقل السكان بشكل جماعي — حتى تحت مسمى “الطوعي” — يُعتبر جريمة بموجب القانون الدولي واتفاقيات جنيف.

تقرير لوكالة رويترز أشار أيضاً إلى أن فكرة إعادة التوطين المؤقتة وإعادة تطوير غزة فُهمت كغطاء سياسي لتهجير السكان، فيما أكدت ويكيبيديا أن الاستنكار الدولي جاء سريعاً، وأن أصواتاً داخل البيت الأبيض نفسه أبدت معارضة للخطة بعد تسريبها.

تصريحات ترامب وردود الفعل الدولية

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع بنيامين نتنياهو، أعلن بوضوح رغبته في أن تضع الولايات المتحدة يدها على غزة وتحوّلها إلى “ريفيرا الشرق الأوسط”. غير أن تصريحاته فجّرت ردود فعل غاضبة: فقد رفض الملك الأردني والمصريون والأتراك، إلى جانب الأمم المتحدة وعدة منظمات حقوقية ودول غربية، الخطة واعتبروها غير قانونية وتشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي.

وفي موازاة ذلك، حاولت بعض الدول العربية بلورة خطة بديلة لإعادة إعمار غزة، عُرضت خلال اجتماع في القاهرة، إلا أن واشنطن رفضتها بشكل قاطع.

خاتمة

بين رؤية ترامب لمنتجعات سياحية ومدن ذكية على أنقاض غزة، وبين إدانات المنظمات الحقوقية التي ترى في الخطة وجهاً جديداً للتطهير العرقي، يبقى السؤال مطروحاً: هل يمكن أن يتحول هذا المشروع إلى واقع، أم سيظل مجرد خيال سياسي أُريد له أن يبرر تهجير شعب كامل من أرضه؟

مقالات ذات صلة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *