سياسة ترامب في الشرق الأوسط: الخداع الاستراتيجي

سياسة ترامب في الشرق الأوسط: الخداع الاستراتيجي
ليبانغيت
ترامب لا يفاوض… بل يخدع. لا يبني تسويات… بل ينصب فخاخًا. هكذا يكتب الرجل فصول سياسته في الشرق الأوسط: من لبنان إلى إيران وسوريا وقطر، مسار واحد قوامه التضليل والتناقض.
لبنان: ورقة بلا ضمانات
في تشرين الثاني الماضي، رعت واشنطن اتفاق وقف إطلاق النار. إسرائيل لم تلتزم، وأميركا لم تُحرّك ساكنًا. بدل أن تفرض الضمانات، قدّمت ورقة جديدة فارغة، أرادت بها إلزام لبنان وحده وترك الاحتلال حرّ اليدين. أليس هذا خداعًا فاضحًا؟
إيران: التفاوض غطاء للحرب
من مسقط إلى فيينا، فتحت واشنطن أبواب التفاوض، لكنها أغلقتها بقنابل B-2 على فوردو ونطنز وأصفهان. أي مفاوضات هذه التي تتحول إلى كمين نووي؟ التفاوض هنا ليس وسيلة للسلام بل خديعة زمنية لتبرير العدوان.
سوريا: شرعية شكلية وغارات متواصلة
ترامب التقى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في الرياض، رفع العقوبات وأطلق وعود “إعادة الشرعية”. لكن إسرائيل، بحماية واشنطن، صعّدت غاراتها على سوريا حتى وصلت العاصمة دمشق ودمرت كل قدراتها العسكرية . ما قيمة الاعتراف السياسي إذا كانت الصواريخ تُهدم كل ما تبنيه؟ إنها شرعية على الورق، عدوان على الأرض.
قطر: حليف يُضرب في قلبه
الدوحة صارت اليوم هدفًا مباشرًا لضربة إسرائيلية دامية. إسرائيل ضربت، وواشنطن تبرّأت. ألم تكن أميركا شريكًا في الوساطة؟ ألم تكن الحليف الأقرب لقطر؟ فإذا بالحليف يرفع الغطاء، ويسمح بالضربة، ثم يذرف دموع التماسيح.
دبلوماسية الكذب
هكذا يبدو ترامب رئيسًا يرفع شعار الدبلوماسية ليُخفي خلفه نيات الحرب. يطلق الوعود ثم ينقضها، ويصعّد سقف التفاوض ثم يترك حلفاءه يتساقطون. ليست هذه سياسة تفاوضية، بل خطة خداع ممنهج لا تحصد سوى خراب المنطقة وانهيار الثقة.