من نيبال إلى لبنان: أبناء السلطة… الوجه الفاضح للفساد

 من نيبال إلى لبنان: أبناء السلطة… الوجه الفاضح للفساد

من نيبال إلى لبنان: أبناء السلطة… الوجه الفاضح للفساد

ليبانغيت

في نيبال، أشعل وسم #NepoKids الشارع. صور وفيديوهات لأبناء النخبة السياسية يتباهون بسيارات فارهة وحفلات مترفة فيما ربع الشعب تحت خط الفقر. مشاهد صارت رمزًا للفساد والمحسوبية، وفضحت كيف تحوّلت الدولة إلى مزرعة خاصة بعائلات السلطة.

لكن هذه ليست حكاية نيبال وحدها. لبنان يعرف هذه القصة جيدًا. فمنذ الحرب الأهلية حتى اليوم، تناسلت الزعامات كما تتناسل السلالات. المناصب تُورَّث كما تُورَّث الأراضي والعقارات. نائب يخلفه ابنه، وزير يهيّئ ابنه، ورئيس حزب يصنع من نجله “قائدًا” قبل أن يتعلّم معنى السياسة. لا حاجة للكفاءة ولا للجدارة، يكفي اسم العائلة ليُفتح الباب على مصراعيه.

وأبناء السلطة في لبنان، مثل نظرائهم في نيبال، صاروا المرآة الأكثر وقاحة للانقسام الطبقي .

فهم يدرسون في جامعات الغرب بينما أبناء الناس يحلمون بمقعد في الجامعة اللبنانية المترهلة. يسافرون بطائرات خاصة فيما المواطن يبحث عن سعر بطاقة مدعومة. ينهبون عقود الدولة ومناقصاتها فيما اللبناني يدفع فاتورتين للكهرباء والماء.

إنها جمهورية المحسوبيات: حيث تتكدّس الثروات في يد قلّة، ويُترك الشعب يقتات على الفتات. الفساد لم يعد ملفًا أو فضيحة موسمية، بل نظام حكم قائم، أبناء الزعماء هم وجهه الصارخ، عنوانه الأكبر، ودليل على أن السلطة في لبنان لم تعد سوى شركة عائلية كبرى، تتوارثها الأجيال على حساب دم الناس وجوعهم.

وكما خرج النيباليون إلى الشارع ليصرخوا في وجه أبناء السلطة، فإن اللبنانيين أيضًا لا يملكون سوى خيار المواجهة. فإمّا كسر هذه السلالة السياسية المتوحشة، أو البقاء أسرى لجمهورية الوراثة والنهب. وما أشعلته صور “Nepo Kids” في نيبال، يمكن أن يتحوّل في لبنان إلى شرارة تغيّر المعادلة كلها.

مقالات ذات صلة