كامالا تفضح البيت الأبيض: بايدن خذلني …. وتضرعت إليه كي يبدي تعاطفاً مع غزّة
كامالا تفضح البيت الأبيض: بايدن خذلني …. وتضرعت إليه كي يبدي تعاطفاً مع غزّة
ليبانغيت
في كتابها الجديد 107 Days، قررت كامالا هاريس أن تخلع قفازات المجاملة، لتكتب شهادتها عن كواليس الحملة الانتخابية الأخيرة، وما رافقها من صدامات وانكسارات. صفحات المذكرات تحولت إلى مادة جدلية داخل الحزب الديمقراطي، إذ هاجمت هاريس شركاءها السابقين وكشفت عن تفاصيل لم يكن أحد يتوقع أن تخرج إلى العلن.
مكالمة بايدن قبل المناظرة
القصة الأكثر إثارة ظهرت قبل دقائق من مناظرتها المفصلية مع دونالد ترامب. تروي هاريس أنّ بايدن اتصل بها ليخبرها أن أخاه تحدث مع “أصحاب النفوذ في فيلادلفيا” الذين قالوا أنّها انتقدته في لقاءٍ معهم ووصفوها بأنها تسيء إليه، وأن دعمهم لها بات صعباً.
تصف هاريس المكالمة بأنّها كانت طعنة في التوقيت القاتل:
«كان عليه أن يشجعني، فإذا به يحمّلني عبئاً جديداً أمام ملايين المشاهدين.»
قرار بايدن بالترشح: متهوّر
هاريس تنتقد بشدّة قرار بايدن الترشح لولاية ثانية رغم عمره المتقدم (81 عاماً). وتكتب:
«تعب جو. تلعثم في الكلام والحركة، وانكشف سنّه أمام الجميع. ومع ذلك، أصرّ فريقه على المضي قدماً وكأنّ التشبث بالسلطة أهم من مصلحة الحزب.»
التهميش داخل البيت الأبيض
تشير هاريس إلى أنّ فريق بايدن لم يمنحها التقدير الذي تستحقه، بل تعامل معها وكأنّ نجاحها يهدد الرئيس نفسه:
«عندما ارتفعت شعبيتي في الاستطلاعات، شعر بعض المقربين من بايدن بالانزعاج. لم يفهموا أنّ تألقي يعني أيضاً نجاح جو.»
وتضيف أنّ فريق الاتصالات في البيت الأبيض فشل في الدفاع عنها أمام الحملات الإعلامية التي استهدفتها.
الأخطاء التي اعترفت بها
لم تبرئ هاريس نفسها من المسؤولية. فهي تسرد لحظة ظهورها في برنامج The View حين سُئلت عمّا كانت ستفعله بشكل مختلف لو كانت رئيسة، فأجابت:
«ليس هناك شيء يتبادر إلى ذهني.»
وتقول إنها أدركت لاحقاً أنّها «سحبت دبوس القنبلة اليدوية» وقدمت مادة سهلة لخصومها في حملة ترامب.
خيارات نائب الرئيس
تكشف هاريس أنّ بيت بوتيجيج كان خيارها المفضّل ليكون نائباً للرئيس، لكنها ترددت:
«كنت قلقة من أنّ الجمع بين امرأة سوداء ورجل مثلي الجنس على بطاقة واحدة سيكون مخاطرة كبيرة على الرأي العام.»
التصريح أثار انتقادات واسعة، واعتُبر دليلاً على حسابات انتخابية ضيقة.
نقدها لكبار الديمقراطيين
تتحدث هاريس بمرارة عن كبار الحزب الديمقراطي الذين ترددوا في دعمها علناً، معتبرة أنّ كثيرين منهم انتظروا لترى الرياح أين تميل قبل أن يعلنوا مواقفهم:
«في لحظة الحقيقة، شعرت أنني وحيدة.»
غزة… خطاب ألاباما والاختلاف مع بايدن
في واحد من أكثر المقاطع حساسية في الكتاب، تكشف هاريس أنها تضرّعت أمام بايدن كي يُظهر تعاطفاً مع المدنيين في غزة، لكن كلماتها لم تلقَ صدى يُذكر في البيت الأبيض.
وتروي عن خطابها في سلما، ألاباما (مارس 2024)، حيث تطرقت بشكل علني إلى الكارثة الإنسانية في القطاع:
«الناس اليائسون يُطلق عليهم الرصاص عندما يتدافعون أمام شاحنة طعام… عائلات تأكل أوراق الشجر وعلف الحيوانات… نساء يلدن بلا رعاية طبية… وأطفال يموتون من سوء التغذية والجفاف.»
وتقول إنّ البيت الأبيض وافق مسبقاً على الخطاب، لكن بعض مستشاري بايدن انزعجوا لاحقاً من أنّها “سطعت أكثر من اللازم” في تلك اللحظة.
صدمة الخسارة
تصف هاريس لحظة إعلان النتائج بأنها كانت مدمّرة:
«كِدت أختنق من شدة الصدمة… كان من الصعب أن أتنفس. أدركت أنني ما زلت عالقة في مراحل الحزن، بعيداً جداً عن القبول.»
ما كتبته كامالا هاريس ليس مجرد اعترافات شخصية، بل وثيقة سياسية تكشف عمق الانقسام داخل الحزب الديمقراطي. من مكالمة بايدن التي هزّت ثقتها قبل المناظرة، إلى تضرّعها له بشأن غزة، مروراً بشعورها بالتهميش واتهامها كبار الديمقراطيين بالتخاذل، مرّت هاريس على كل الجراح بلا مواربة.
كتاب 107 Days بدا وكأنه صرخة من نائبة سابقة لم ترد أن تخرج من المشهد بهدوء، بل أن تترك بصمتها الأخيرة… بصوت مرتفع.