داتا المغتربين: الذهب الانتخابي

كواليس السوق السوداء لبيانات اللبنانيين في الخارج
– ليبانون غيت
من يريد مصلحة المغترب ؟
سؤال لطالما تصدّر الشعارات الانتخابية والخطب العاطفية. لكن خلف هذا الحبّ الظاهري، معركة شرسة تدور في الكواليس… معركة على “الذهب الانتخابي” الجديد: داتا المغتربين.
من عواصم الانتشار إلى خوادم الوزارات، ومن منصّات الأحزاب إلى داتا سنتر في دبي، تُباع وتُشترى أسماء وأرقام وبيانات، بعضها موثّق… وبعضها مسروق.
الوليمة التي لا تُعلن
منذ إقرار اقتراع المغتربين عام 2017 , تحوّلت داتا المغتربين إلى سلعة ثمينة. لا يتحدّث عنها أحد علنًا، لكنها تشكّل العمود الفقري لاستراتيجيات الحملات الانتخابية.
الاسم الثلاثي
رقم الهاتف
الإيميل
المدينة التي يقيم فيها
طائفته، بل وميله السياسي أحيانًا…
كل هذا في “إكسل شيت” تحوي آلاف الأصوات.
من يملك الكنـز؟
وزارة الخارجية جمعت البيانات رسميًا أثناء تسجيل المغتربين . كانت الوزارة في عهدة التيار الوطني الحر ثم انتقلت إلى القوات اللبنانية في الوقت الحاضر .
وبعض الأحزاب اعتمد على شبكاته الاغترابية، وبعضها الآخر… اخترق منصّات رسمية
ودخلت على الخط شركات خاصة لبنانية وخارجية، وعرضت خدمات “استهداف انتخابي” على الطريقة الأميركية.
وفي كل الحالات، أصبح السؤال من يدفع أكثر؟
كم تُساوي “داتا” دبي؟
في الانتخابات الماضية، كانت داتا مغتربي الخليج هدفًا مغريًا.
في غروبات واتساب مغلقة، عُرضت “لوائح جاهزة للتواصل”، بأسعار تبدأ من ٥٠٠ إلى ٣٠٠٠ دولار، حسب الحجم ، البلد والدقّة.
وفي بعض الحالات، تمّ عرض ربط مباشر بين الداتا والمنصّات الإعلانية، لاستهداف المغترب اللبناني بكل رسالة وحملة ودعاية.
خيانة الثقة؟
هل وافق المغترب على تسريب بياناته؟ طبعًا لا.
لكن معظمهم لا يعلم كيف استُعملت معلوماته ولا من نقلها من الاستمارات إلى أدوات الحملات.
وهنا تبدأ الأسئلة الأخطر: من يحمي خصوصية الناخب؟ وأين الدولة من كل هذا العبث ، خاصة في ظلّ تخوّف الكثير من المغتربين في الولايات المتحدة ، أوستراليا، أوروبا والخليج من المشاركة في الانتخاب نظراً لتعقيدات الداخل اللبناني ووجود عدّة شخصيات وكيانات سياسية موضوعة على لوائح العقوبات والإرهاب .
حبّ المغترب… على طريقة البزنس
في العلن يريدون المغترب أن يشارك، وصوته يُحدث الفرق!
في السرّ يسألون عن بياناته ومعلوماته … لإقناعه كيف يصوّت، أو كيف لا يصوّت.
فهل نحن أمام تحوّل الانتشار اللبناني إلى سوق انتخابي مفتوح ؟
في ظلّ غياب قانون يحمي الخصوصية، وغياب الشفافية في إدارة الانتخابات، تبقى داتا المغتربين سلاحًا غير شرعيّ في يد الأحزاب الناشطة إغترابيا بمواجهة أحزاب وشخصيات ممنوعة ومحظورة …