المغتربون ليسوا غنيمة حرب… لقوات جعجع

المغتربون ليسوا غنيمة حرب… لقوات جعجع
علي منصور – ليبانون غيت
سمير جعجع: “موازين القوى توحي أننا سنصل إلى النتيجة التي نريدها، وهي انتخاب المغتربين مع الـ128 نائبًا”.
يتحدث “الحكيم” وقد جانب الحكمة هذه المرة، عن “موازين القوى” داخل مجلس النواب، في محاولة للسطو على أصوات المغتربين. وهو يتناسى، أو يجهل، وربما يستخف بوزنهم الوطني والاقتصادي الداعم للبنان، والذي لا يمكن اختزاله أو تحجيمه ضمن مقاعد الـ128. ويتعامل معهم وكأنهم مغانم حرب أو جوائز ترضية، حصل عليها نتيجة “نضاله” السياسي من أجل تجريد لبنان من عناصر قوته ومناعته بوجه الإعتداءات الخارجية .
المغتربون ليسوا مجرد رقم يُضاف إلى جداول الأحزاب السياسية، بل هم شريحة وطنية تطالب بحقها المشروع في انتخاب نواب من قلب الاغتراب، يمثّلونهم مباشرة، لا عبر وكلاء الأحزاب في الداخل، الذين يتعاملون مع أصوات الاغتراب كبنزين انتخابي يُستعمل عند الحاجة.
جعجع يُدرك تمامًا أن السماح بانتخاب نواب مستقلّين للمغتربين يشكّل تهديدًا حقيقيًا للمنظومة الطائفية التي يتنفس منها منذ عقود. لذا يسعى جاهدًا لتذويب هذا الحق داخل متاهة الـ128، ويأمل من خلال ذلك تحقيق أهداف سياسية مكشوفة، أولها الخرق الذهبي للبيئة الشيعية، ولو بنائب “خشبي”… أو “تَنَكِي”!
ليس هناك مشكلة، فليفعل “الحكيم” ذلك إذا استطاع له سبيلاً ، فليفعله بقواه الذاتية الداخلية وليضحّي بواحد من نوابه في بعلبك-الهرمل أو في جبيل أو بعبدا ، دون استعمال المغتربين أو استغلالهم أو جرّهم إلى حيث يحب ويهوى: المستنقع الطائفي!
إذا كانت النتيجة التي يريدها جعجع هي مصادرة الصوت الاغترابي ومنع تمثيله الحقيقي، فإن رد المغتربين قادم من العالم كله:
لن نقبل أن نكون صندوق بريد لأحزاب الداخل، ولن نسمح باستغلالنا لمآرب سياسية ضيقة . نريد ممثلين عنّا، نوابا منتخبين منا وفينا.
وهذه المعركة السياسية السلمية سنخوضها كمغتربين إلى النهاية… وما بعد النهاية.