الفنّ السياسي المناصر لفلسطين… حين تتكلّم الأغنية لغة المقاومة

الفنّ السياسي المناصر لفلسطين… حين تتكلّم الأغنية لغة المقاومة
خاص – ليبانون غيت
في زمن خيانة الأنظمة وصمت الجماهير العربية المقموعة ، يُطلّ الفنّ كقوة شعبية لا تُقمع، تتجاوز الحدود والقارات، وتعيد الاعتبار إلى الحقيقة المغيّبة.
لم يكن الفن يومًا محايدًا، لكنه اليوم – في قضية فلسطين – يتحوّل إلى منصة مقاومة عالمية، يكتبها فنانون، ويهتف بها جمهور، ويخشاها المحتل.
من لندن إلى غزة… الأغنية سلاح
بينما تقصف إسرائيل غزة وتروّج لروايتها في الإعلام، وقف مغني الراب البريطاني بوب فيلان (Bob Vylan) ليقول كلمته بوضوح غير مسبوق:
“Death, death to the IDF”
“الموت الموت ل”جيش الدفاع الإسرائيلي”
صرخة فنية تحوّلت إلى شعار يتصدّر التظاهرات والمهرجانات، ويُحرج الصامتين.
بوب فيلان ليس وحده. قبله، استخدم روجر ووترز، عضو فرقة “Pink Floyd”، فنه وخطابه لفضح الاحتلال وجرائمه. وفي فرنسا، صعدت مغنية الراب ميدين (Médine) على المسرح وهي تضع الكوفية وتغنّي: “الحرية لفلسطين، رغم أنف الإمبريالية.”
أوروبا تنتفض… موسيقيًا
خلافًا للصورة النمطية عن أوروبا “المحايدة”، أظهرت المهرجانات الفنية الكبرى في برلين، لندن، باريس، أمستردام، وحتى أوسلو، موجة دعم غير مسبوقة لفلسطين، سواء عبر:
-الأغاني التي تتحدث عن الاحتلال والحصار والشهداء.
-اللافتات التي يرفعها الفنانون على المسرح
-الانسحابات من فعاليات ترعاها جهات داعمة لإسرائيل.
-رفض التطبيع من قبل مغنين ومخرجين وكتّاب يرفضون المشاركة في مشاريع تُموّل من تل أبيب.
هذا الفن لم يعد مجرد أداء مسرحي، بل حالة تعبئة جماهيرية عابرة للغات.
لماذا يخشاهم الاحتلال؟
لأن الفن يُخاطب وجدان الشعوب لا نفاق السياسيين، ولأن صورة واحدة من مهرجان تُبث أمام ملايين المتابعين، قادرة على نسف روايات الإعلام الموجّه.
ولأن أغنية واحدة قد تحرّك رأيًا عامًا، وتخلق إحراجًا لحكومات تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان بينما تدعم الاحتلال ماديًا وسياسيًا.
الفن كمنبر سياسي لا يخاف
ما يميّز هذه الموجة الجديدة من الفن المقاوم هو أنها لا تكتفي بـ”الرمزية”، بل ترفع صوتها بوضوح، تُسمّي القاتل وتدافع عن الضحية، دون مواربة أو خوف من الاتهام بـ”معاداة السامية”.
بينما تحاول الآلة الدعائية الإسرائيلية شيطنة المقاومة وطمس الحقيقة، يصرخ فنانو العالم – وتحديدًا أوروبا – “فلسطين ليست وحدها.”
لكنّ يبقى السؤال الأبرز:
أين فنانو العرب ؟