أكبر من إليسا وأخطر من أربعين حرامي… من جويا إلى باريس… حكاية علي الحرامي الذي دوّخ القارّات
بقلم مريم البسام – ليبانغيت
علي قاسم حمّود،
المعروف باسم علي صبحي،
وكنيته الشهيرة: “علي الحرامي”،
قصّة نصّاب عالمي أجرى عمليّات احتيال “بتشيّب شعر الراس”.
كانت مضبوطاته ومسروقاته عبر العالم قد وصلت مسامعها إلى بيروت عام 2020،
حين حاول الاحتيال على إحدى العائلات السياسيّة “الآدميّة” في لبنان،
وأوهمها، من خلال اتصالات أجراها بين باريس ولندن، أنّه مهتمّ بشراء قصر يعود لهذه العائلة في منطقة جبل لبنان.

وصلت الاتصالات إلى مرحلة متقدّمة، وكان المبلغ المعروض للتفاوض يفوق الـ 25 مليون دولار.
لكن، وقبل إتمام الصفقة، طلب علي الحرامي من أحد أفراد العائلة البقاعيّة تجهيز مبلغ 75 ألف دولار لزوم مصاريف “تشغيليّة”،
على أن تقوم شقيقته: “م. ح.” (الحراميّة التنفيذيّة في لبنان) باستلام المبلغ.
وتذرّع حمّود في حينه بأنّ الأزمة الماليّة وتجفيف المصارف لمنابعها يحول دون التحويل المالي.
كادت العمليّة أن تبلغ مراحلها الأخيرة؛ لكن قَدَر حمّود أوقعه بكاتبة هذه السطور التي جلبت له الكآبة،فانهار الاتفاق وأُستُرِدت الأموال “العربون”.
وفي أثناء التدقيق عن هذا الرجل، تبيّن أنّ حكاياته “ما بتخطر عالبال”:
فهو يتمتّع بقدرة إقناع عن بُعد،
يستدرج ضحاياه إلى مسرح الجريمة الماليّة بكامل إرادتهم،
بعد أن يتلو عليهم تعاويذه في الدجل والاحتيال .

ابن بلدة جويا الجنوبيّة،
يستطيع أن ينصبَ عليكِ الآن.. وعلى غيركِ غدًا،
دون أن يراودكِ الشكّ بأنّ عمليّاته قد عبَرت القارّات.
ففي فرنسا، “شفطَ” أغلى سبائك متجر كارتييه، وتفاخر بإنجازه.
كما أوقع نساءً في شركه المالي، بعد أن نصب عليهنّ بمجوهرات وعقارات،
بينها عقار تفوق قيمته الـ 200 مليون يورو.
سُجن في حينه، ولمّا خرج من السجن، وضعت له السلطات الفرنسيّة “أسوارة” في قدمه لمنعه من المغادرة.
تزوّج من مغربيّة بهدف تبييض الأموال عبر شراء العقارات؛
وكان “يِغسِل ذنوبه” في ماربيا مع رفعت الأسد، إذا “ضاق خلقه” وكشفته امرأة.
في سجله عمليّات نصب لفّت المعمورة،
لكن أغرب عمليّة مطاردة له كانت حين أُلقي القبض عليه في قبرص بعد أن نصب على رجل أعمال روسي.
في تلك العمليّة، اضطرّ الأمن إلى ملاحقته بإنزال جوّي عبر طائرات الهليكوبتر،
فوُضع بطائرة خاصّة ونُقل إلى فرنسا.
علي الحرامي.. لا تزال شتائمه ترنّ في أذني،
عندما وجّه الإهانات لي لحظةَ معرفته بأنّه انكشف إعلاميًّا.
أستغربُ كيف أنّه، حتّى الأمس القريب، كان لا يزال على قيد النصب والاحتيال؛
وأنّ عمليّاته قادرة على سَلب الألباب؛
لكن التسهيلات اللبنانيّة التي مُنحت له كانت تعطيه الحقّ في الوصول والمغادرة كيفما ومتى شاء.
مؤخرًا، كشف الزميل هادي الأمين في “الجديد” عن هذا الوجه الاحتيالي،
بعد أن وصلت خبطاته إلى النجمة إليسا.
فكانت المرّة الأولى التي يتناول فيها الإعلام بعضًا من سيرة رجل “مسجَّل خطر”.
لكأنّ أغنية “من أوّل سطر” قد كُتبت لصدّ مثل هذه الوجوه الوغدة:
“تَعَبي وشقايا وسنين سهر، مش هتمحي بجرّة قلم ولا أعيشها مهزومة، خدوا عنّي معلومة.. كلّ أمّا بيزيد الوجع بيزيد إصراري.”
لكن إليسا، ورغم تحصّنها بجمهوريّة فنّيّة ضاربة، وقعت في مصيدة الحرامي.
“أنا باختصار وفي كلمتين.. أنا سكّتين”؛ غير أنّ سكّة من الاثنتين سرقها علي وسافر علي.
كان هنا في بيروت مرتاحًا بين أعيانه، مطمئنّ البال بأنّ دولتنا “بتتمايل عالـ BEAT”.
دولة الأربعين حرامي.. زمط منها “علي بابا الحرامي”