تنازلات روسيّة.. أم تسويق أميركي لمكاسب موسكو؟

 تنازلات روسيّة.. أم تسويق أميركي لمكاسب موسكو؟

علي منصور

تصرّ واشنطن على الترويج لفكرة أنّ روسيا قدّمت “تنازلات مهمّة” في مسار الحرب الأوكرانية، أبرزها ـ وفق نائب الرئيس الأميركي JD فانس ـ الاعتراف بوحدة الأراضي الأوكرانية والتخلّي عن فكرة تنصيب حكومة دمية في كييف. للوهلة الأولى يبدو الأمر تقدّماً، لكن خلف هذا الخطاب يختبئ واقع مختلف.

فشروط موسكو الجوهرية لم تتبدّل: الاعتراف بسيادتها على دونباس، حياد أوكرانيا، رفض انضمامها إلى الناتو، وإقصاء أي وجود غربي على أراضيها. بمعنى آخر، ما تصفه واشنطن “تنازلات”، ليس سوى إعادة تغليف لمطالب روسية ثابتة منذ بداية الحرب.

اللافت أنّ هذه اللغة الأميركية لا تعكس ضغطاً حقيقياً على موسكو، بقدر ما تكشف عن انحياز ضمني لمعادلة فرضها الكرملين بالقوة. فهي تُسوّق للرأي العام الغربي أي تسوية على أنها “تقدّم”، بينما هي في جوهرها إقرار بالمكاسب الروسية، ومحاولة لإلباسها ثوب “الواقعية السياسية”.

وهكذا، فإن الحديث عن “تنازلات روسية” ليس إلاّ غطاءً دبلوماسياً لتسوية تُدار على حساب كييف، وتُكرّس ميزان قوى جديداً تميل كفّته لصالح موسكو، برعاية أميركية.

مقالات ذات صلة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *