طابخ السمّ…آكله : البرازيل تبدأ محاكمة رئيسها السابق
طابخ السمّ .. آكله : البرازيل تبدأ محاكمة بولسونارو بتهم محاولة الانقلاب وتقويض الديمقراطية
برازيليا- ليبانغيت
انطلقت يوم الثلاثاء 2 أيلول/سبتمبر 2025 أمام المحكمة العليا في برازيليا جلسات محاكمة الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، في قضية تُوصف بالتاريخية، إذ يُحاكم للمرة الأولى رئيس سابق بتهمة التخطيط للانقلاب على النظام الديمقراطي.
وكانت السلطات البرازيلية قد شدّدت في الأيام الماضية قيود الإقامة الجبرية المفروضة على بولسونارو، وسط مخاوف من محاولته الهروب إلى خارج البلاد لتفادي المثول أمام القضاء، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية إلى فرض مراقبة لصيقة على تحركاته.
وتتعلق التهم الموجّهة إلى بولسونارو بدوره في التشكيك بنتائج انتخابات عام 2022 التي خسرها أمام الرئيس الحالي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، إضافةً إلى دعمه الضمني لاقتحام أنصاره مقارّ الدولة في العاصمة برازيليا في كانون الثاني/يناير 2023، فضلاً عن اتهامات بمحاولة استصدار مرسوم طوارئ لإلغاء نتائج الانتخابات، وشبهات أخرى تتصل بسوء استخدام السلطة خلال فترة حكمه.
لكن المفارقة في هذه المحاكمة أنّ الرئيس الحالي لولا كان قد سُجن سابقاً بقرار من القضاء خلال عهد بولسونارو، قبل أن يخرج بريئاً من التهم ويعود إلى الحياة السياسية منتصراً ليهزم خصمه في انتخابات 2022. واليوم، يقف بولسونارو نفسه في قفص الاتهام، ليجد نفسه في الموقع الذي وضع فيه غريمه ذات يوم.
بهذا المشهد المليء بالرمزية، يرى مراقبون أنّ التاريخ يعيد رسم معادلة العدالة والسياسة في البرازيل: من أراد أن يدفن الديمقراطية يجد نفسه يُحاكم بتهمة قتلها. والنتيجة الأوضح تختصرها الحكمة الشعبية: “طابخ السم… آكله”.