في وضح النهار… هكذا فرّ قاتل تشارلي كيرك

 في وضح النهار… هكذا فرّ قاتل تشارلي كيرك

في وضح النهار… هكذا فرّ قاتل تشارلي كيرك

ردة فعل الشارع الأميركي على اغتيال تشارلي كيرك: بين الصدمة ونظريات المؤامرة

خاص – ليبانغيت

في وضح النهار، ومن دون أن يثير جلبة، قفز قاتل تشارلي كيرك من على سطح المبنى الجامعي. بيده حقيبة سوداء خبّأ فيها سلاح الجريمة. ركض بخطوات محسوبة، هادئة، لا توحي بشيء، فيما السيارات تمرّ بجانبه والشارع يواصل إيقاعه العادي. لحظات قليلة، تبدّل  المشهد: تخلّص من السلاح في زاوية حيّ سكني هادئ، ثم مضى بخطوات الواثق كأنه واحد من المارة. لم يلتفت وراءه، لم يتوقف، وكأن الأرض ابتلعته… ليبدأ سباق المطاردة مع القاتل الذي  ارتكب جريمته  واختفى  في وضح النهار.

لكن الفيديو الذي نشره مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يضع حدًا للأسئلة، بل فتح أبوابًا جديدة من الشكوك والسيناريوهات في أذهان الأميركيين. فالتعليقات التي غزت صفحات التواصل الإجتماعي تحوّلت إلى محاكمة شعبية موازية، تتراوح بين نظريات المؤامرة، والسخرية السوداء، والتوظيف السياسي.

جدل الهوية: المهاجم “متحوّل جنسيًا”؟

إحدى النظريات الأكثر تداولًا جاءت من تعليق رآه عشرات الآلاف: إنه متحوّل جنسيًا، يعيش عادة كامرأة،لكنه تنكّر هذه المرة في هيئة رجل للدخول إلى الجامعة وارتكاب جريمته ، ثم سيعود لمظهره الأنثويليختفي في العلن ويعيش حياته بشكل طبيعي دون ان يكتشفه احد .” هذا الطرح سرعان ما اشتعل كرمز للانقسام الثقافي الأميركي: اليمين المحافظ اعتبره دليلًا على “جنون أجندة اليسار”، فيما سارع آخرون لوصفه بالخطاب الفتنوي  الذي يستغل الدم للتحريض على مجتمع كامل.

الكاميرات الغائبة والريبة المتزايدة

تعليق آخر لخص مزاجًا عامًا من الشك: لو سرقتُ علكة من المتجر لالتقطتني 142 كاميرا من كل زاوية،لكن هنا، في جامعة مليئة بالكاميرات، لا نرى سوى لقطات ضبابية!”

آخرون ذهبوا أبعد: مع كل التكنولوجيا، هذه جودة الكاميرات؟ كأننا في 2005!”. هذه الأصوات رأت أن ما يُعرض على الناس لا يساوي حجم الحدث، بل ربما يخفي أكثر مما يكشف.

هل كان وحده؟

عدد كبير من التعليقات شدّد على أن العملية لا يمكن أن تكون من تنفيذ شخص واحد. كتب أحدهم: هذا لم يكن عمل قنّاص هاوٍهناك من فتح له الطريق، من جهّز له السلاح على السطح، أو على الأقلمن أعطى إشارات يدوية في اللحظة المناسبة.”

آخرون افترضوا أن السلاح كان مخبّأ سلفًا على السطح، وأن الوصول إليه يتطلب إذنًا أو مساعدة من داخل الجامعة.

القاتل… أم كبش فداء؟

تعليق لقي تفاعلًا واسعًا حذّر: لن نراه حيًا. سيجري التخلص منه قبل أن يتكلم.” بالنسبة لهؤلاء، ما يجري ليس مجرد تحقيق جنائي، بل عملية مدبّرة لإغلاق الملف بسرعة عبر “تصفيته” وإلصاق التهمة به دون كشف الشبكة الأوسع.

صراع سياسي مكشوف

وسط هذه التكهنات، ظهر الانقسام السياسي بشكل صارخ. أنصار كيرك، وهو شخصية يمينية محافظة بارزة، اعتبروا الجريمة جزءًا من حرب اليسار على حرية التعبير. بينما ردّت أصوات ليبرالية بتحميل اليمين المسؤولية، وقلّل بعض المعلقين من حجم الصدمة أو حتى عبّروا عن شماتة علنية.

من جريمة إلى مرآة للصراع الأميركي

الفيديو الذي أطلقه الـFBI لم يُنهِ الغموض، بل غذّى السجال المحتدم. فالجريمة لم تعد مجرد حادثة قتل على حرم جامعي، بل تحوّلت إلى مرآة لانقسام أعمق ، بين من يرى في الحادثة استهدافًا للتيار المحافظ ، ومن يعتبرها فرصة لإظهار هشاشة المؤسسات الأمنية.وبين من يستغلها لتأكيد روايات عن “الدولة العميقة” أو “المؤامرة الداخلية”.

في النهاية، اغتيال تشارلي كيرك لم يترك فراغًا سياسيًا فقط، بل فجّر أيضًا سيلًا من التساؤلات التي تكشف هشاشة الثقة بين الأميركيين ومؤسساتهم، وتُبرز كيف يتحوّل كل حدث مأساوي في الولايات المتحدة إلى معركة ثقافية وسياسية بامتياز.

مقالات ذات صلة