لماذا يخشى ترامب وثائق جيفري إبستين؟
لماذا يخشى ترامب وثائق جيفري إبستين؟
خاص – ليبانغيت
لم يكن تصريح دونالد ترامب الأخير بأنّه “حان الوقت لإنهاء خدعة إبستين الديمقراطية” مجرد تعليق عابر على قضية قديمة، بل هو تعبير واضح عن ذعرٍ سياسي يتجدّد كلما عاد اسم جيفري إبستين إلى الواجهة.
إرث إبستين الثقيل
القضية التي ارتبطت بالاتجار الجنسي، والشبكة الغامضة من العلاقات التي نسجها إبستين مع سياسيين ورجال أعمال وشخصيات عالمية، ما زالت تثير الهواجس. الإفراج الأخير عن آلاف الوثائق، بينها مقاطع فيديو من يوم “انتحاره” في السجن، فتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول من كان يحميه، ومن قد تضرّه الحقيقة الكاملة إذا كُشفت.
ترامب في قلب العاصفة
ترامب يعرف أن اسمه طُرح مرارًا في الإعلام كصديق وشريك لإبستين ، سواء من خلال الصور القديمة أو الشهادات. صحيح أنّه ليس المتهم الوحيد ولا الأبرز، لكن أي عودة قوية للقضية كفيلة بإعادة تسليط الضوء عليه في لحظة انتخابية حساسة( الإنتخابات النصفية ).لذلك، يصف التحقيقات بأنها “خدعة ديمقراطية”، محاولًا تصويرها كمؤامرة حزبية، بدل أن تكون مسألة شفافية وعدالة.
الانقسام الجمهوري
اللافت أن الخشية لا تأتي من الديمقراطيين فقط. داخل الحزب الجمهوري نفسه، ارتفعت أصوات تطالب بكشف كامل للوثائق، مثل النائب توماس ماسي وحتى مارجوري تايلور غرين المعروفة بولائها لترامب. هذا الانقسام يجعله أكثر توترًا، لأنه يدرك أنّ أي نشرٍ غير محسوب قد يضعه في موقع الدفاع أمام حزبه قبل خصومه.
الخوف من المجهول
ما يخشاه الرئيس ليس فقط ما قد تكشفه الوثائق عن إبستين، بل ما قد تكشفه عن النظام الأميركي برمّته: عن السياسيين، والقضاة، والنافذين الذين كانوا جزءًا من دوائر إبستين المظلمة. ترامب يعرف أنّ الرأي العام الأميركي يلتقط القصص الفضائحية بسرعة، وأن أي تسريب قد يُستخدم لابتزازه سياسيًا.
ترامب يحاول إغلاق ملف إبستين لأنه يرى فيه قنبلة سياسية موقوتة. كل وثيقة تُفرج عنها لجان الكونغرس تقرّبه خطوة من الأسئلة التي لا يريد مواجهتها. والسؤال الحقيقي ليس: “هل ستنشر الوثائق؟” بل: من سيسقط أوّلًا عندما تُفتح الصناديق السوداء لإبستين؟