من مدافع شرس عن السلاح… إلى ضحية له
من مدافع شرس عن السلاح… إلى ضحية له
ليبانغيت
قُتل تشارلي كيرك (31 عامًا)، مؤسّس Turning Point USA وأحد أبرز وجوه اليمين الأميركي، برصاصة قنّاص في قلب جامعة Utah Valley University أثناء مشاركته في نشاط طلابي. المفارقة المدوّية أنّ كيرك، الذي قضى سنوات يروّج لحرية حمل السلاح ويرى فيها أساسًا لا يُمسّ من أسس “الحضارة الأميركية”، سقط ضحيةً للسلاح نفسه الذي اعتبره أداة لحماية القيم والحقوق.
مواقف متشدّدة في الداخل
كيرك اشتهر بخطابه المتصلّب في الساحة الأميركية: يدافع بشراسة عن الحق الدستوري في حمل السلاح ويهاجم أي مساعٍ لتقييده، رغم الأرقام الصادمة التي تشير إلى عشرات الآلاف من القتلى سنويًا جراء حوادث إطلاق النار. لم يتردّد في تشبيه تلك الخسائر بما يحدث على الطرقات من وفيات مرورية، واعتبرها “ثمناً لا بدّ منه” من أجل بقاء الحريات. قال في إحدى خطبه بولاية يوتا عام 2023:
“إن امتلاك المواطنين للسلاح له ثمن… وأعتقد أنّ هذا الثمن، وهو للأسف سقوط بعض الضحايا بالرصاص كل عام، ثمنٌ يستحق أن يُدفع حتى نحافظ على التعديل الثاني ونصون بقية حقوقنا التي منحها الله لنا.”
الخارج… والدفاع عن إسرائيل في حرب غزّة
لم يقتصر تشدّده على الداخل الأميركي، بل كان من أبرز الأصوات المؤيدة لإسرائيل في حربها على غزّة، معتبرًا أنّ ما يحدث هناك معركة فاصلة من أجل “الدفاع عن الحضارة الغربية”. هذه المواقف أثارت استياء قطاعات واسعة في الداخل والخارج، وعمّقت صورته كشخصية صدامية تتبنّى خطابًا مستفزًا.
كيرك الذي برّر مقتله بنفسه !
في مشهد بدا وكأنه امتحان قاسٍ للتاريخ، قُتل كيرك بنفس الأداة التي طالما بشّر بضرورتها: السلاح الفردي. وبينما كان يُصرّ على أن ضحايا العنف المسلّح هم “ثمن الحرية”، جاء مقتله برصاصة خاطفة ليجسّد هذه المقولة على جسده هو.